اجترار التخلف - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


اجترار التخلف
متأمل روحاني - 24\01\2008

تعتقد احيانا انك بتجاربك وخبراتك في الحياة قد تخلصت وبشكل نهائي من كل مشاكلك الموروثة والعفنة. وبأنك أصبحت على مستوى عالٍ من النضج والرقي. إلى أن يأتيك وعلى غفلة منك مشروع تخلفي مكتمل من جميع الجوانب، من حيث الغباء والتبلد العاطفي والقصور الفكري والانحطاط الأخلاقي والنزعة الانانية، والى ما هنالك من صفات كنت ولا زلت تبتعد عنها وتحاول إقصاءها من حياتك. والأنكى من ذلك أن هذا المشروع يدعي بما يسميه علم وثقافة محاولا، وبتطفل صبياني، أن يفرض نفسه عليك وبأن يسيرك على هواه، على أساس (مركزة المعرفي طبعا). فهنا يتبادر لذهنك هذا السؤال: كيف وبأي طريقة وصل هذا المشروع لهذا المركز الاجتماعي والثقافي (الزائف طبعا لان من الأساس صاحبه زائف) لكي يصب جام غضبه ويمارس نزوته السلطوية المريضة على اقرب المقربين. هل يا ترى باع روحه للشيطان، أم هو الشيطان بحد ذاته؟ لكنك وللأسف تقف حائرا لا تدري ماذا تفعل إزاء هذا الهجوم المباغت، وترجع بك الذكريات لأول مرة عرفت فيها مثلا بأن الحوار أفضل من تبادل اللكمات، وبان الحرية الفكرية حق ضروري لأي نفس. فتصيبك، وللأسف، حالة من الهبوط العام في نظرتك المشرقة للحياة، وتفضل عدم الرد على هذه التهكمات المحطمة، لأنك قد تجاوزت ومنذ زمن بعيد أساليب التهجم هذه. والمصيبة الأكبر إن لم ترد! فهذا المشروع قد يجتاح كيانك المرهف والرقيق، المؤمن بحب الغير والعطاء وبالتضحية في سبيل المصلحة العامة، محاولا نبذك من الوجود ويفعل المستحيل لتصغيرك على اساس تكبيره. وهذا لأنه لا يستطيع أن يكون ويكبر بمجهوده الشخصي، فيحاول تصغيرك ويستخدمك كمعيار أو مقياس لنموه الشخصي والعام. وبعد أن تحلل وتركب وتستخدم عقلك الجدلي تجد نفسك، حتى وأنت في موقع الضحية، تجد نفسك تكافئ وتمجد بشكل غير مباشر من قبل من يتمنى في قرارة نفسه بأن يحصل ولو على صفة واحدة من صفاتك النبيلة. فترضى بما أصابك وتعتبره كتجربة إضافية في سجلك الحافل، وتترسخ قناعتك بذاتك الخيرة المتعطشة للحب والجمال، وتتعض وتمشي على الصراط المستقيم.
عقب على المادة

لا توجد تعقيبات حاليا